من يومي كده مخلوقة في تعب

أنا ست من يومي كده مخلوقة في تعب
من وانا بنت وانا شايلة الهم.
أبويا كان مفتش في السكة الحديد، وتوفى
وبعدها اتجوزت واحد أهله غلابة،
وقلت هم دول الـلـي هـ يخافوا عليا.

كملت تعليم لحد ثانوية عامة، سافرت معاه لمحافظته
بعد الجواز لاقيت مشيه وحش مع الستات، ومش بـ يصرف على بيته.
ولما أقول لأهلي يقولوا: "ليه؟ مش أنتِ الـلـي وافقتي؟"
أنا ما حبتوش، أنا قولت أخرج من الـلـي أنا فيه.

كان عندي 15 سنة لما اتجوزت، كان قبل نتيجة ثانوية عامة
خلفت على طول بعد الجواز، لحد ما بقى معايا ولدين وبنت
بقالي 37 سنة متجوزة
وبعدين بعد شوية راح سافر دولة من الدول العربية،
وباع قبلها كل حاجتي علشان يعرف يسافر،
كان يبعت لي فلوس شهر وشهر لأ.

وفي مرة بعد سنتين، رجع ومعاه واحدة ست،
ويغيب ويسيبني من غير فلوس.
من أول ما اتجوزني وهو بـ يضربني،
ولما كنت أقول له: "اتجوزتني ليه لما أنت بـ تعمل فيا كده؟"،
كان يقول لي: "أنا اتجوزت خدامة ليا، ولأمي، وأخواتي".

مرة كتفني علشان يجيب مني عيال بالعافية
لأن أنا كنت حرمته عليا لما كان بـ يضربني.
لكن هو كان عايز يوري الناس إن هو كويس مع مراته،
وجيبت ابن رابع، وبعدها مشي، وساب لي البيت.

روحت لأهله، وكانوا بـ يحاولوا يساعدوني
فـ قولت أنا أعلم العيال، واعيش تحت رجلهم.
اشتغلت في مصنع بلاستيك،
أولادي وقتها كانوا 10 سنين مثلاً،
وبعدها روحت اشتغلت في مستوصف.

دخلوا الولاد الجامعة وكبروا، وبعدها رجع
وكان والدي ساعتها اتوفى،
واعتذر، وقال: "أنا هـ ابقى إنسان كويس، وهـ صرف على ولادي"
أنا فرحت، لكن رجع زي الأول برضه، ومش عايز يصرف عليا وعلى أولاده
الناس كلها كانت بـ تشوفه وهو بـ يضربني، ويحوشوا، ويصوتوا،
ويرجع يقول: "أصل أنا كنت شارب"، "أصل أنا كنت متضايق".

صبرت، وجيبت بنت تانية، وبعدها جيبت توأم، وبعدها حرمته بقى.
مسكني بهدلني لما حرمته عليا، وقعد كل شوية يطردني
السكان عملوا لي 20 جنيه مصاريف من كتر ما هم شايفين بخله، وقلة صرفه
وأهلي كانوا يدوني فلوس لما أزورهم.
فـكنت أروح أجيب باديهات للبنات من السيدة أو الوكالة، يقعد يعايب على اللبس.

أول ما ولادي خلصوا جامعة، اتجوزوا،
وهو ما عـلـقـلـهـومـش لنضة، جوزوا نفسهم بنفسهم
هو كان بـ يضربهم، ويزعق فيهم، وكانوا بـ يخافوا منه.
إحنا عيشتنا كانت خوف، كنا أول ما نسمع صوت العربية بتاعته،
الـلـي تعمل نفسها نايمة، والـلـي تمسك كتاب
ذل، وإهانة.
يدي البنت خمسة جنيه علشان تروح وتيجي من الجامعة، ويرجع يطلب منها الباقي.

بعدها جوز البنت التالتة، وقبلها كان مشغلها في المدرسة،
الـلـي كان بـ يشتغل فيها سواق، وياخد مرتبها، ويضربها، ويبهدلها
فـ قولت لها: "لأ، اقعدي"، في الآخر جوزها لواحد قريبه،
ومشاني علشان ما أشوفش فرحها، علشان قولت له:
"شورني، وشور البنت قبل ما توافق على الجواز"
قال للبنت: "هـ تتجوزي يعني هـ تتجوزي"
المهم جيت يوم حنتها، لاقيت إنه مش جايب لها حاجة المطبخ،
ولا حلل، ولا طاسة، ولا أي حاجة تسخن فيها الأكل حتى
فـ قولت له: "هات لها حاجة"، قام ماسكني ضاربني وسط الناس، وطاردني.

طلبت منه الطلاق، لكن ما طـلـقـنـيـش
كان فاضل بنتين، وولد، قعدت في البيت تاني بعد جواز البنت
أنا عارفة القرآن بتاع ربنا، وما عملتش حاجة وحشة،
ليه ربنا مش عايز يخلصني؟

عيشت بعد ما سيبت البيت عند ناس قرايبنا، وبعدها عند ابني ومراته
وكنت بـ روح أشوف ولادي من ورا أبوهم
لاقيته بـ يضربهم، ويجلدهم، ويحبسهم في البيت،
وما يديـهـومـش فلوس يجيبوا كراريس وكتب
بنت في كلية البنات، وأخوها في سياحة وفنادق،
وقاعدة في البيت علشان تمسح له العربية، وتوفر له
حتى ولادى الـلـي اتجوزوا بقوا يوقفوا مع أبوهم علشان هو الأقوى.

للأسف وقتها ما كانش فيا صحة أشتغل، وكنت تعبانة، وبروح المستشفى كتير.
وفي مرة واحدة صاحبتي قالت لي على الدار.
عندي ولاد، وسايبني أسعى في قرار علاج على نفقة الدولة
ولما قولت لابني مرة: "أنا زعلانة منك، لأنك شايفني بـ نزل كل يوم،
ما تقوليش رايحة فين يا ماما؟ وبـ سعى في قرار علاج على نفقة الدولة،
وعمرك ما قولت لي أنا اتكفل بيكي يا ماما"، فـ قال لي:
"ده القرار ده بـ يتعمل في نص ساعة"، قولت له:
"أنت ابن حرام ولا إيه؟ امشي".

أنا مش عايزة أنكد عليكم، بقوا يعاملوني وحش أوي
آجي أتفرج على قناة الناس على التلفزيون، يقلبوا،
ويسيبوا لي مواعين قد كده، ياكلوا من ورايا، وانا برا
بقيت أروح القناطر أقعد، وافكر أرمي نفسي في البحر

لما رحت الدار لاقيت هناك بنات صغيرين، وكبار، وولدين،
هم الـلـي صبرونى بصراحة، وبقيت أقول لنفسي:
"بقى أنا يا كبيرة عاملة على نفسي، وزعلانة".

بقينا كلنا أسرة واحدة، ويقولوا لي "تيتة"، و"يا ماما"
وبـ نقعد نتكلم كلنا مع بعض، ويشغلوا الـلـي محتاج شغل، ويدوا محو أمية
كانوا عايزين يعملوا لي قضية خلع علشان اتطلق من جوزي،
لكن خوفت بقى، لأني سمعت عن واحدة ولادها خطفوها،
وضربوها، لما حاولت تخلع جوزها
قعدت حوالي سنة، وبعدها طلعت عيشت مع واحدة ست طيبة عايشة لوحدها
وبقت بـ تديني فلوس، وتـخلي بالها مني، وبعد فترة ابتدت تـتعب الست.

ولادى قعدوا فترة يدوروا عليا، وبعد كده نسيوا
جوزي وقتها بقى بـ يقول إني عند أهلي،
وابني قال لهم في الشركة بتاعته إن أنا اتوفيت، عرفت لما جيت أسأل عليه.
ولادى التانيين عرفوا الحقيقة بعد ما أخدوا العزاء فيا
جوزي بقى يربط الولاد في السرير،
ويقول لهم: "علشان ما تهربوش زي أمكم".

رجل أعمال بـ يزكي عن فلوسه، قرر يصرف عليا، ويأجر لي شقة
شوفت بنتي المتجوزة، وأغم عليا أول ما شوفتها
بقيت 59 سنة، ومش بـ شوف ولادي خوفًا من أبوهم.
دلوقتي بـ شوف بنتين بس، لكن ما يعرفوش موضوع الدار.
حاسة إن مفيش حنية برضه، وعاذراهم لأنهم خايفين من أبوهم
خايفة أطلب منه الطلاق،
وراحت واحدة من الجمعية لجوزى،
تطلب منه يطلقني علشان أقدر آخد معاش أبويا،
لكن رفض، وقال لها: "قدامها محكمة الأسرة"،
وقال للولاد: "دلوقتي أمكم البيبان هـ تتقفل في وشها، لحد ما تشحت، وترجع".

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر